بـــــيـــــان





في مثل هذا اليوم الثامن من شهر ماي سنة 1945، وفي حين كانت شعوب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تعيش نشوة الاحتفال بالانتصار على الآلة الحربية الجنونية وعلى الحمق الذي اقترفه حزب متطرف،

في ذلك الحين بالذات، كانت الشعوب الإفريقية، والشعب الجزائري بصفة خاصة، يُقَتَّلُ و يُغْتَالُ من طرف نفس ذلك الجيش الفرنسي الذي يحتفل فوق أراضيه، بالانتصار على ألمانيا النازية.

45.000 جزائري، أُبِيدوا، وقُتِّلوا تقتيلا، شر قتلة، دون أدنى شفقة ولا رحمة.



والعجيب أنه بعد مرور سبعين عاما عن هذه المذبحة الإنسانية والإبادة الجماعية، التي تعد بحق جريمة ضد الإنسانية، بعد مرور كل هذه السنين لا تزال فرنسا تتجاهل متغاضية جرائمها في 08 ماي 1945.

إن هذا يشكل جزءا من تاريخنا البطولي، الذي سيظل عالقا في أذهاننا، راسخا في ذاكرتنا. ولن ننساهأبد الآبدين.

لقد كانت هذه جريمة ضد الإنسانية، وكانت بمثابة الشرارة، إيذانا للإعلان عن التحول الحاسم في مسار تاريخنا الكفاحي والبطولي الطويل. فجاء اندلاع شرار ثورة اول نوفمبر. ثم النصر في 19 مارس 1962 الذي تكلل بتاج استرجاع السيادة الوطنية واستقلال الوطن افتكاكا في جويلية 1962.

إن تاريخ كفاحنا بدأ بمجرد وضع الاستعمار الفرنسي أقدامه يوم 5 جويلية 1830، على أرضنا الطيبة الطاهرة.

فلقد سقط سبعة ملايين من الشهداء، دفاعا عن البلاد امام هذه الهجمة الهمجية . من بين هؤلاء الشهداء عدد كبير من ولاية غرداية. والذين لبوا النداء وهبوا باكرا منذ الساعات الأولى دفاعا عن الكرامة و الأرض في موجهة الغزو الاحتلالي . معظم هؤلاء الشهداء جرى دفنهم في مقبرة "سيدي بنور" الواقعة في أعالي الجزائر. رحم الله شهداء 08 ماي 1945. رحم الله المليون ونصف المليون من شهداء ملحمة الجزائر الخالدة، رحم الله قوافل شهداء الجزائر من لدن 1830.

غرداية، يوم:07 ماي 2015.

إمضاء رئيس مجلس الأعيان:

الحاج بكير قارة عمر