الجزائر، الإربعاء 15‏ محرم‏، 1437, الموافق ‏28‏ اكتوبر‏، 2015


بسم الله الرحمن الرحيم



رسالة النائب قارة عمر بكير إلى شباب الجزائر عموما وشباب ولاية غرداية خصوصا



تحتفل الأممُ بأيَّامِها الماجِدات، وتزهُو بما قدَّمتْه للكائنات، وتتسابق الأمم في ميدان الحضارة بما أنْجزتْه أيامُها لشعوبها من طموحات؛

كل هذه المعاني والقيم تتجلى واضحةً في يومٍ أَغَرٍّ من أيام الجزائر الخالدات، وهو يوم الفاتح من نوفمبر 1954م/05 ربيع الأول 1374هـ،

وهو اليوم الذي بجَّلَه شاعر الثورة مفدي زكرياء وخلَّده في إلياذته أيَّمَا تخليد قائلا:

نُوفَمبَرُ جَلَّ جَلَالُك فِينَا أَلَسْتَ الَّذِي بَثَّ فِينَا الْيَقِينَا

- اليقين بوحدانية الله أولاً

- اليقين بوحدة الشعب الجزائري ثانيًا

- اليقين بانتصار الثورة على الاستعمار ثالثًا

- اليقين بانتصار مشروع بناء الجزائر المستقلة رابعًا

إن الثورة الجزائرية "أول نوفمبر 1954" لم تكن ثورة الجزائر للجزائريين فحسبُ، بل عملَتْ على تحرير شعوب في إفريقيا وآسيا ولا تزال؛ فأثناء قيامِها وقبل استقلال الجزائر، نالت شعوب بفضل أول نوفمبر استقلالَها، ثم بعد افتكاك الشعب الجزائري لسيادته، لا يزال أول نوفمبر يُحرِّر الشعوب ويُلهمُها رشدَها...

إن الثورة الجزائرية لما انطلقت، حملت على عاتقها مشروعين طموحين لا تحملُهما إلا الثورات العظمى:

· مشروع الاستقلال والسيادة الوطنية.

· مشروع بناء الدولة الجزائرية المتينة المتألقة عاليا.

أما المشروع الأول، فقد تحقق بعد جهاد ثماني سنوات جهادًا ضرب أروع الأمثلة ولا يزال في التحرير والثورة والوحدة والنجاح.

أما المشروع الثاني، فقد خطَتْ فيه الجزائر المستقلة خطوات عملاقة خاصة في العشرية الأخيرة: عهد فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة(1999ـ2015) وما هو قادم في القريب المنظور أهم وأوْكَد لنجاح وتحقيق هذا المشروع الثاني.

فيا أيها الشباب؛ إن غَدَ الجزائر بفضل أول نوفمبر ومبادئه السامية لواعدٌ خيرًا لا محالة، وأنتم رجال ذلك الغد ومسؤولوه إن أحسنتم الاقتداء بجيل نوفمبر، وتمسَّكْتم بوحدة الوطن ولُحمَتِه وميَّزْتُم بين أعدائه وعاشقيه...،

فما عليكم شبابنا الطموح إلا الإيمان الراسخ بمبادئ أول نوفمبر وجهاد آبائكم وأجدادكم، ثم الإيمان الراسخ الذي يصل إلى مستوى عقيدة التوحيد، بوحدة الوطن والالتحام حول مشروع الجزائر الحضاري،

إن غد الجزائر الأزهر لقريب، فكونوا أيها الشعب أيها الشباب في الموعد، ولا نراك ولا نظنك إلا كذلك بإذن الله، وأبشروا بالجزائر العزة والقوة والتألق، يقول العالِم الربَّاني الجزائري عبد الرحمن الثعالبي رحمة الله عليه.

إن الجزائر في أحوالها عجبٌ ولا يدُوم بها للناس مكروهُ

ما حلَّ عسرٌ بها أو ضاق متسعٌ إلاَّ ويُسرٌ من الله يتلوهُ



المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأطهار وشبابنا الأخيار

تحيا الجزائر عزيزة متألقة فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا



النائب قارة عمر بكير