مداخلة أمام الجلسة العلنية
للمجلس الشعبي الوطني


حول

مشروع قانون الكتاب.









والصلاة والسلام على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين



- سيدي رئيس هذا المجلس الموقر.

- معالي الوزراء وممثلي الطاقم الحكومي.

- زميلاتي، زملائي النواب.

- أسرة الإعلام.

- أيها الحضور الكريم.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته.



أستهِلُّ مداخلتي هذه بإسداء عبارات الشكر الجزيل إلى أعضاء اللجنة الموقرة، على الجهد وعلى العمل الكبير المنجز من أجل صياغة و تحضير التقرير المتعلق بمشروع القانون هذا تحت رئاسة النائب السيدة ليلى فاطمة الزهراء عتروس.

الشكر موصول أيضا إلى السيد رئيس الكتلة البرلمانية التجمع الوطني الديمقراطي على تنصيب لجنة خبراء تهدف إلى توضيح وشرح رهانات مشروع القانون هذا.

مداخلتي عبارة عن جملة من التصورات وعن الآراء. أرجو أن تكون صائبة في صميم الموضوع. وهي موجزة باختصار كالتالي:

- إن الكتاب يعتبر مرآة عاكسة للوعي الجماعي. وبالتالي فنحن مدعوون ومُلزَمون بإعطاء الأهمية القصوى وإيلاء كل العناية للكتاب المدرسي و التربوي بالدرجة الأولى .

- الكتاب المدرسي يجب أن يحرر من طرف أقلام جزائرية باعتباره يتعلق بمستقبل الأجيال الناشئة والصاعدة.

- يجب الحرص أيضا على مسألة تعميم و نشر المعلومات من خلال توفير وسائل الاتصال الحديثة في وقت أضحت فيه المعارف و العلوم تكتسي بعدا عالميا . وهذا أمر جيد.

- أمَّا فيما تعلق بالمثل الراسخة، و القيم الثابتة التي ينبغي نشرها و تطويرها في أوساط أولادنا، فهذه يجب أن تكون مهمة الكتاب و المعلّم، فضلا عن الأولياء في المقام الأول.

- تعميم فكرة المكاتب الجماهيرية أو المكتبة الشعبية ليس على مستوى البلديات فحسب بل على مستوى مختلف التجمعات السكانية والأحياء.

- الدولة مطالبة بالاهتمام أكثر بهذا الجانب حتى تتمكن الشبيبة من الحفاظ على روح المسؤولية التي تحلى بها أسلافنا من قبل. وهم جيل أول نوفمبر 1954. ومعنى ذلك ضمان التواصل والاستمرارية بين الأجيال.

- لكل خطوة معالمها الخاصة بها. ثقافتها الخاصة بها و تاريخها الخاص بها و مرجعياتها الخاصة بها.

- إن تكفل الدولة يجب أن يتم عبر عدة آليات ومنها: الامتيازات الجبائية و شبه الجبائية . إعطاء قروض بدون نسب فوائد. الالتزام باقتناء الكتب المفيدة المحررة من طرف أقلام جزائرية بغرض توزيعها على أوسع نطاق ممكن.





وقبل أن أختم مداخلتي هذه، لا يفوتني أن أتوجه بعبارات الشكر الجزيل، ومشاعر الثناء والامتنان، إلى معالي وزير الأشغال العمومية وكذا إلى السيد والي ولاية غرداية والسيد مدير الأشغال العمومية لولاية غرداية على الجهود الجبارة المبذولة في سبيل فك طوق العزلة عن دائرة المنيعة نحو ولاية ورقلة وكذا نحو تيميمون.

وبالمناسبة فإني أرجو استغلال هذه الفرصة السانحة من اجل تحسيس أعضاء الحكومة قصد التكفل بالنقاط الآتي ذكرها وذلك ضمن برمجة عمليات شق الطرق لفائدة مناطق الجنوب والهضاب العليا:

- حفر آبار الماء الشّروب وتهيئة نقاط الماء على امتداد هذه الطرق كل خمسين كيلومتر.

- إنشاء محطات خدمات تكون على الأفضل كل 100 كلم أو على أقصى تقدير على كل 200 كلم وتكون مجهزة بكل المرافق الضرورية.

- تزويد نقاط الماء و محطات الخدمات هذه بالطاقة الشمسية.

- توفير الإنارة العمومية المشتغلة بواسطة الطاقة الشمسية على امتداد هذه الطرق



من ناحية أخرى لا يفوتني أيضا أن أطالب بالشروع في التفكير بشكل استراتيجي بشأن إمكانية اختيار موقع بديل للعاصمة السياسية يكون في وسط القطر الجزائري. مثل منطقة المنيعة أو منطقة عين صالح على سبيل المثال نظرا لتوفرهما على كافة الشروط و المعطيات (الأمن، الماء، المجال الحيوي وما إلى ذلك...)

والجدير بالذكر أن هذه المداخلة تم تحضيرها وتحريرها قبل أن اللقاء الأخوي الشيق المثمر إلى أبعد الحدود، الذي كان لي مع معالي وزير الأشغال العمومية أثناء رحلتي نحو الجزائر العاصمة . حيث شرفني معالي الوزير بمرافقته و بتخصيص مكان لي إلى جانبه على متن مركبته .

وفي حديثنا المثمر المتبادل أثناء الطريق، اقترحت عليه التكفل بالنقاط التي جرى سردها آنفا والمتعلقة بتزويد المسافرين ومواطني مناطق الجنوب والهضاب العليا ، بمزيد من المرافق والهياكل التنموية.

وكم كان سروري عظيما لما اكتشفت بأن تلك المطالب تندرج في صلب اهتماماته و بأنه سوف يتم في القريب العاجل إصدار تعليمات في هذا الخصوص في سبيل التكفل الأمثل ببعض من هذه الانشغالات والنقاط المطروحة.

عندها تأكدت لدي القناعة الراسخة وازداد إيماني الثابت بأن الجزائر ستظل بخير مادام هنالك رجال مخلصون ومادام أعوان الدولة يَتَحَلّوْنَ بالروح الوطنية وبحب الخير لبلدهم الجزائر. فلا خوف على مستقبل الجزائر من أي سوء أو مكروه.



نرجو من الله العلي القدير أن يصون بلدنا الجزائر و يحميها من كل سوء و أن يصرف عنها كل كيد أو مكروه.

ونسأله السداد في الخطى والتوفيق لما فيه مصلحة الوطن والأمة.

تحيا الجزائر وعاشت عزيزة كريمة في كنف الوئام المدني و في ظل المصالحة الوطنية.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.



والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.